نجيب محفوظ و الحارة

"رغم تعاسة حارتنا فهي لا تخلو من اشياء تستطيع إذا شاءت أن تبعث السعادة فى القلوب المتعبة"نجيب محفوظ, أولاد حارتنا

بدأت علاقة نجيب محفوظ بالحارة المصرية منذ نشأته في حي الجمالية بقلب القاهرة حيث منزله المطلعلى ميدان القاضي وعلى حارة قرمز. من ثم كانت الحارة مصدر إلهام أساسي في معظم روايات محفوظ حيث تجسد الحارة ملامح الشخصية المصرية التي كونت عالم تتشابك فيه القصص والحكايات الغنية بتفاصيل الحارة المصرية، وتجسد معاناة وأفراح قاطنيها. لم تكن تلك الحارات مجرد أزقة يعبرها الناس بل هى حياة تنبض بأشخاص وعلاقات عبر من خلالها محفوظ ليروى أزمنة الإحتلالالبريطانى وبداية ثورة 1919 فى "زقاق المدق" ، وإنعكاسها على المجتمع المصرى الذى يمثله أسرة "أحمد عبد الجواد" فى ثلاثية "بين القصرين وقصر الشوق والسكرية".  كانت الحارة هي محور كتابات محفوظ بما فيها من مفردات مثل السور العتيق والتكية والسبيل والكُتاب والمقهى والغرز والدكاكين والأزقة والبيوت القديمة المتهالكة والقصور الشاهقة. فالحارة لدى محفوظ عالم مغلق على ذاته، مفعم بالحياة، لا يرتبط بزمان أو مكان محدد، لكن يدفعنا إلى أن نفكر في الحياة ذاتها إن لم تكن الحارة نفسها بالنسبة لمحفوظ تمثل العالم بكل ما فيه من تجارب إنسانية.