ولد نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا، الأخ الأصغر لستة من الإخوة، في الحادي عشر من ديسمبر في عام 1911 في حيّ الجمالية بقلب القاهرة التاريخية، ذلك الحي الذي دارت فيه أحداث أهم روايته وهي الثلاثية. وقد أطلق عليه والده، الذي كان موظفاً في الدولة، إسم نجيب محفوظ تقديراً لرائد طب النساء الدكتور نجيب باشا محفوظ حيث أنقذ حياة الطفل المولود الذي كادت حياته تنتهي قبل أن تبدأ. أما والدته فهي فاطمة مصطفى القشيشةإبنة الشيخ مصطفى القشيشة أحد علماء الأزهر. قضى محفوظ طفولته وبداية مراهقته في حي الجمالية الذي غرس فيه روح الحارة المصرية بكل ما فيها من مفردات وتفاصيل ساهمت في تكوين شخصية محفوظ وفكره كما أثرت خياله.بدأ تعليمه بكتاب الشيخ البحيري ثم مدرسة الحاج جعفر الإبتدائية ثم إنتقل إلى مدرسة الحسنية الإبتدائية ومنها إلى مدرسة فؤاد الأول الثانوية. شهد محفوظ وهو طفل السابعة من عمره أحداث ثورة 1919 والتي بدأت أحداثها في صباح يوم دراسي حيث ذهب إلى المدرسة وما أن وصل المدرسة وجدها مغلقه لوقوع المظاهرات.وقد أثرت أحداث ثورة 1919 كثيراً في محفوظ ونقلت له معاني المقاومة ومعركة الهوية والفكر القومي، ومن ثم كانت ثورة 1919 والكفاح الوطني جزءاً من بعض رواياته مثل رواية"بين القصرين". في عام 1930 إلتحق محفوظ بجامعة فؤاد الأول لدراسة الفلسفة وعقب حصوله على شهادة الليسانس بدأ دراسات عليا، ثم تركها حتى يكون تركيزه منصب على الكتابة بشكل أساسي والتي كان قد بدأها بالفعل منذ السابعة عشر من عمره. بالتوازي مع الأدب إلتحق محفوظ بالعمل الحكومي ما بين وزارة الأوقاف، ووزارة الثقافة، والمؤسسة العامة للسينما، وقد إمتد عمله بالحكومة منذ 1938 حتى 1971 ثم تقاعد بعده وأصبح أحد كتاب مؤسسة الأهرام.