محفوظ والأدب

نشر محفوظ أول تجربة أدبية له في سن ال17 وما أن أتم عامه ال21 كان قد نشر أول رواية له وهي "عبث الأقدار” او "حكمة خوفو" كما سميت فيما بعد في عام 1939، وقد كانت تنتمي للأسلوب الواقعي التاريخي في الأدب، ثم نشر روايتي "كفاح طيبة"و"رادوبيس" لتمثل أول ثلاث روايات له ثلاثية تاريخية تدور في زمن الفراعنة. إتبع محفوظ الخط الواقعي في معظم كتاباته منذ عام 1945 والتي كانت تهتم بتصوير المجتمع المصرىفى أنماط حياته المختلفة وخاصة في الفترة ما بين الحربين العالميتين الأولى و الثانية، بالإضافة إلىالنضال الوطني من أجل إستقلالمصر من الإحتلال الإنجليزي. وقد تجلى ذلك في روايات مثل "القاهرة الجديدة"وخان الخليلي و"زقاق المدق"و"بداية و نهاية"والثلاثية المكونه من "بين القصرين" و"قصر الشوق و"السكرية". كان لمحفوظ جرأة أدبية جعلته يتجه إلى ألوان مختلفة من الكتابة مثل الرمزية التي تجلت في رواية "أولاد حارتنا" التي نشرت في البداية كسلسة في الأهرام في 1959 وأثارت الجدل. إتجه محفوظ في مرحلة متقدمة من مشواره الأدبي إلى الكتابة التي تتسم بطابع صوفي مثل "أصداء السيرة الذاتية" و"أحلام فترة النقاهة" التي كانت أخر ما كتب في 2004. وبالرغم من بداية محفوظ المبكرة في الكتابة ، إلا أنه أصبح معروفاً بشكل أكبر في نهاية الخمسينيات.ولعل تحول بعض رواياته إلى أعمال سينمائية كان ضمن الأسباب التي لفتت أنظار الأدباء والنقاد له بشكل أكبر. عُرف محفوظ عالمياً وبدأت تترجم رواياته إلى لغات أخرى عندما حصل على جائزة نوبل في الأدب في عام 1988 عن مجمل أعماله وأشارت لجنة نوبل على الأخص إلى رواياته"زقاق المدق" و"الثلاثية" و"أولاد حارتنا" و"ثرثرة فوق النيل".تم وصف أعمال نجيب محفوظ من قِبَل اللجنه أنها تتسم بالواقعية والوضوح كما تتسم بالغموض في نفس الوقت بشكل مثير للإعجاب وأنه له الفضل في إبداع أسلوب للسرد الأدبي يخاطب جميع الفئات.